" لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ
لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) " سورة الحج .
مر عيد الأضحى في جو إيماني رباني حقيقي هذه السنة بالنسبة لأغلب المغاربة ؛
و توجهت جماهيرالمسلمين للمصليات في جو مهيب ؛ و كان غياب الأضحية واضحا
على الوجوه رغم تحفظ أغلب الناس في التعبير حقيقة عن مشاعرهم ...
و رغم شرائهم ما يحتاجونه من لحوم بأنواعها ؛ كل حسب استطاعته .
السؤال المطروح صبيحة العيد :
ــ ما الذي جعل بعض المغاربة لا يلتزمون بعدم الذبح
؟؟
في بلادنا الحبيبة ، كما في العديد من الدول الإسلامية، يعتبر عيد الأضحى مناسبة دينية
مهمة يرتبط فيها الذبح بتقليد ديني واجتماعي عميق . ومع ذلك، فإن عدم التزام بعض
المغاربة بعدم الذبح في بعض الحالات لهذا العام يمكن أن إرجاعه إلى عدة أسباب، منها :
أسباب دينية وثقافية :
التقليد الديني : يعتبر الكثيرون أن ذبح الأضحية واجب ديني (خاصة لمن يستطيع)،
مما يجعلهم يصرون على الذبح رغم التوصيات.
ــ الفهم المختلف للفتاوى : بعض الناس قد لا يعتبرون المنع أو التقييد ملزما ؛
خاصة إذا لم يكن هناك تحريم شرعي صريح.
أسباب اقتصادية واجتماعية :
ــ الأزمة الاقتصادية : ارتفاع أسعار الأضاحي جعل بعض العائلات تشارك في أضحية واحدة
بدلا من ذبح كل عائلة لأضحية منفصلة، مما قد يخالف توصيات الحد من الذبح.
ــ الضغط الاجتماعي : في
بعض المناطق، يُنظر إلى الأضحية كرمز للكرم والالتزام الديني ، مما
يدفع البعض للذبح حتى لو كانت هناك قيود.
ــ أسباب
بيئية وصحية :
ــ نقص الوعي البيئي : قد لا يدرك بعض الناس تأثير الذبح العشوائي على النظافة العامة
والبيئة (مثل التخلص غير السليم من المخلفات).
ــ تجاهل القوانين المحلية : في بعض المدن، تفرض البلديات مناطق ممنوعة من الذبح ،
لكن بعض السكان يتجاوزون ذلك بسبب العادة أو عدم المتابعة الرقابية.
ــ أسباب
لوجستية وتنظيمية :
عدم كفاية المسالخ المؤقتة : في بعض المناطق، لا توجد مسالخ مجهزة بشكل كاف،
مما يدفع الناس للذبح في المنازل .
البيروقراطية : بتعقيد إجراءات الحصول على تصاريح الذبح قد يجعل البعض يتجاوز النظام.
ــ
أسباب أخرى :
ــ التأثر بالإعلام والخطاب الديني : بعض الدعاة أو وسائل التواصل الاجتماعي
قد يشجعون على عدم التخلي عن الأضحية كرمز للثبات الديني .
ــ الاختلاف بين المدن والقرى : في
القرى والمناطق الشعبية، يكون الذبح المنزلي أكثر انتشارا
بسبب العادات القديمة ، بينما في
المدن الكبرى يكون هناك التزام أكبر بالأنظمة.
ــ الحلول المقترحة ؟؟
التوعية الدينية : توضيح أن الذبح ليس فرضا على كل فرد ، وأن هناك بدائل
مثل التبرع بالمال للفقراء.
تسهيل إجراءات الذبح المنظم : بتوفير مسالخ مؤقتة مع تخفيض الرسوم .
فرض غرامات على المخالفين : مع زيادة الرقابة على الذبح العشوائي .
تشجيع الأضحية الجماعية : حيث تذبح عائلة واحدة وتوزع على عدة أسر.
ــ الخلاصة
:
الظاهرة مرتبطة بكثير من العوامل الدينية، الاجتماعية، والاقتصادية ، ولا يمكن حلها إلا باتباع
مقاصد الإسلام الربانية السامية و المنهج المتوازن بين احترام التقاليد والنهج الشرعي وضبط التنظيم .