حب الله تعالى يجنبك اليأس ؛ لأنك في كنف الرحمان !!
للإيمان أثر بالغ في طمأنينة القلب وسكون النفس :
الإنسان كلما كان مؤمنا حصل السكينة ؛ و كلما زاد إيمانا زاد درجات و ارتقى إلى مصاف الصاحين ؛ و زاد يقينه برب العامين ؛
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " سورة الرعد آية 28
الإنسان كلما كان مؤمنا حصل السكينة ؛ و كلما زاد إيمانا زاد درجات و ارتقى في إلى مصاف الصاحين ؛ و زاد يقينه برب العامين ؛
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ سورة الأنفال آية 12
و رضي بالقداء و القدر كان شرا أو خيرا . و سكنت نفسه و عرفت القناعة الطريق إلى قلبه و أبعد الله سبحانه عن اليأس و القنوط ؛
" قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " التوبة آية51
كما أن الإيمان بالله تعالى يجعل الإنسان يعيش حياة طيبة مطمئنة خالية من الأزمات النفسية والاضطرابات الروحية،
فروح الإنسان هادئة تعيش منسجمة مع ذاتها ومع الآخرين ، لأنها محاطة بالسكينة والأمن، محصنة من عوادي النفس الإمارة بالسوء ،
يقول تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ النحل:97.
يقول ابن كثير رحمه الله : ( هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا -وهو العمل المتابع
لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا
العمل المأمور به مشروع من عند الله - بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه
بأحسن ما عمله في الدار الآخرة. والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت ).
تفسير القرآن العظيم : 4/ 601
وقال الإمام ابن عاشور : ( والطيب : ما يطيب ويحسن. وضد الطيب: الخبيث والسيء. وهذا وعد بخيرات الدنيا. وأعظمها الرضى بما قسم لهم وحسن أملهم بالعاقبة والصحة والعافية وعزة
الإسلام في نفوسهم. وهذا مقام دقيق تتفاوت فيه الأحوال على تفاوت سرائر النفوس،
ويعطي الله فيه عباده المؤمنين على مراتب هممهم وآمالهم . ومن راقب نفسه رأى شواهد
هذا ). التحرير والتنوير 13/ 220 .
الإنسان الذي يكون ساكن النفس ؛ مرتاح القلب يتميز بما يلي :
و صف عجيب لفريد الأنصاري رحمه الله للإنسان الذي يكون ساكن النفس ؛ مرتاح القلب :
الإنسان الذي لا تصيبه الأمراض النفسية :
الذي يتمتع بعقيدة صحيحة و سليمة ؛ و يؤمن إيمانا خالصا أن الله حق و القيامة حق و أن البعث حق و أن النار حق و أن الجنة حق ؛ كما يرى الأشياء الآن يؤمن بالغيب يقينا ،
كيف يعيش حياته مطمئنا ساكنا بين رغب و رهب ؛ فإن فرح بالله فهو فرح بالله و إن خاف الله أصابته السكينة .
يتمتع بالرجاء كما يتمتع بالخوف ؛ يعني لما يشعر بالخوف من الله تنتابه راحة عجيبة و لما يشعر بالأنس بالله تأتيه الراحة من كل جانب .
فهو في سعادة دائمة ، كما جاء في حديث النبي عليه الصلاة و السلام : عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ ، إن أمره كلّه خير ، إن أصابه ما يحب حمد الله وكان له خير ،وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير ،وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن .
و للصبر رغم مرارته لذة ؛ كما للشكر .
فديننا الإسلام عجيب ؛ يعطيك الله من السكينة و الطمأنية و الفرح بالله ؛ يعطيك من ذلك على الخوف من الله على الرجاء في الله . و هو ما تفتقده الديانات الأخرى و لا يوجد في الطبيعة البشرية أصلا .
لأن الإنسان عندما يصيبه الخوف الطبيعي ؛ و ليس الخوف التعبدي ؛ كالخوف من الجن و الخوف من الأفعى والخوف من الشيطان و الخوف من أذية الإنسان ... لا يشعر بالراحة أبدا فيتكدر خاطره ؛ و قد يحتاج لطبيب نفساني و قد يصاب بالأمراض العصابية ؛
أما خوف العبادة فيمنح السعادة عكس ذلك ؛ لأنه الدواء الشافي للنفس للرجوع لتوازنها و هدوئها ؛
لذلك يجب التمييز بين الخوف التعودي و الخوف التعبدي ،
و الخوف التعودي بسبب العادات إذا تجاوز حده يدمر الإنسان و يجعله يظطرب و تمزق أعصابه . بينما الخوف التعبدي الذي هوالخوف من الله فينزل الرحمة و السكينة على النفس ؛ و يرتاح القلب .
" إننا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " فكان جواب الله سبحانه لهم : " فوقاهم الله شر ذلك اليوم و لقاهم نظرة و سرورا "
و هو سرور يذوق منه المؤمن في الدنيا قبل الآخرة ؛ رغم أن السياق القرآني يشير إلى الآخرة ؛ لكن الإنسان يذوق السكينة جزاء من الله تعالى و تشمله رحمته سبحانه في الدنيا قبل الآخرة ؛ و السكينة التي تنزل على الذاكرين ؛
لقوله تعالى : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
و الخوف من ذكر الله سبحانه هو نوع من ذكر الله ؛ فيجزيك الله طمأنينة و سكينة و سرورا ...
و أختم المقال ؛ بتشبيه للعبد المؤمن الذي يخاف الله تعالى فيلجأ إليه و يفر إلى رحمته ؛ كالطفل الصغير تأدبه أمه فيبكي لكنه لا يفر منها فيرتمي بين أحضانها ليشعر بالأمان . فالخوف من الله فرار من الله إليه . كما قال سبحانه :
" ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين "
فيديو لفريد الأنصاري رحمه الله و تغمد روح .