الإشكال بنيوي متجذر. ليست قضية مدرسة فقط.!!
الأسر تعيش عنف مادي و نفسي خطير. تجعل الأبناء يتشربونه دون وعي منهم. الشارع فيه عنف جلي بأشكال مختلفة. منها اللفظي الذي أصبح مسلم بهبل أصبحت بعض الفتيات تحمل السلاح الأبيض و تتلفظ بألفاظ تسقط عنهن رقة مشاعر المرأة .
لا نحاول البحث عن أعذار للعنف المدرسي و لكن الاقتصار في المعالجة بكل الأساليب داخل الفصول أو بين أسوار المؤسسة أو
حتى في محيطها لن يؤتي أكله...
البعد، تربوي مجتمعي بتشعباته الخطيرة. إلى جانب السلطة التي راكمت ترسبات سلبية. تواجه الآن بعنف مضاد كصفع القائد مؤخرا و أكثر من ذلك حمل أسلحة اتجاه رجال الأمن أنفسهم . و معاناتهم اليومية مع أصحاب السوابق... و هم الذين نعول عليهم كخندق أول لمواجهة العنف.
ثم سلبية الإعلام عامة و تملصه من الدور التربوي نهائيا. و باستطلاع بسيط للبرامج التلفزية يتضح الأمر..
بالإضافة على غياب مساحة متنفس للأطفال و المراهقين َو الشباب تسهل تسرب اليأس إلى النفوس.و ظهور حالات اكتئاب لم تكن معروفة في زمن قريب ؟؟ و الحديث يطول. و لن يسعف المقام للتفصيل أكثر.
حلول لمواجهة العنف المدرسي :
من بين الحلول فتح حوار مع ممثلي التلاميذ و الاستماع إليهم . عن طريق جمعية الآباء.
لأن النظام إذا فرض من منظور إداري لا يحقق النتائج ؛ خاصة و نحن لا نتعامل فقط مع مراهقين بل قاصرين أيضا.
أما أسلوب الإسقاطات لا يجدي نفعا و الدليل ما وصلنا إليه من تمرد.
و لتكن لدينا الشجاعة لاحتضان هؤلاء البراعم . أما الزجر ؛ فهو أسلوب يولد ردة الفعل على شكل العنف و
تمرد بأشكاله المتنوعة . الذي قد يكون بالإنقطاع الدراسي و التأخر . َ أو التكاسل ثم خلق المشاكل .
أنا لست مع مذكرة البستنة و لكن التأديب بالعقوبة على اعتبار يبقى آخر الدواء الكي .
و لأن الآباء غلبوا و قهروا على أمرهم . و الشرطة تعاني الأمرين .
كما أن المحاكم مكتظة بالقضايا من هذا النوع. أما السجون فوصلت رقم قياسي عبر تاريخ المغرب الجنائي.
الحل هو التواصل و المنهج الاستباقي .
نجعل القوانين تسير بطريقة عكسية. تنبع من التلاميذ.
و قد نشكل منهم فرقا لمد الجسور عبر ممثلي تلاميذ الأقسام. عن طريق تقديم كل قسم ممثل عنه.
و ليس اختيار الإدارة المجتهدين و المتخلقين فقط بل نأخذ من كل النماذج. ما دامت الخلفيات التربوية تختلف
و مستوى الأسري المادي و الأخلاقي متباين بين التلاميذ و خلق برلمان في كل مؤسسة. دوره الاقتراح و إبداء الرأي و المساعدة على خلق النظام و ليس تنزيله بشكل عمودي. بل بطريقة أفقية. هذا هو العمل في العمق أما
السلطة و الصراخ و الزجر. فنعيش نتائجها حاليا و الآتي أخطر. وهذ وجهة نظر ؛ لأن القضية بدأت تخرج
خيوطها من بين أيدي الفاعلين التربويين. و بالأحرى الأمنيين .