هل محاربة الغش بالوسائل المادية و القانونية كاف ؟؟

هل اختراع وسائل جديدة لمحاربة الغش كافية للحد من الغش ؟

     هل تضييق فصول القوانين و أبوابها تردع الغش ؟

     هل التشهير بالغشاشين فقط يؤتي نتائجه ؛ بتخويف الأخرين من الفضيحة 

     أمام الناس ؟     

      إن تربية أجيال تحارب الغش في الامتحانات تتطلب تغييرا نفسيا و ثقافيا وتربويا

   عميقا يشمل البيت،المدرسة، المجتمع، والإعلام .

   و إليكم خطة شاملة و محاور عملية كفيلة بمواجهة الغش و تقليل حدته  :

      1 ــ زرع الإيمان و الخوف من الله و غرس القيم من الطفولة المبكرة :

 تربية الأطفال على مراقبة الله في السر و العلن ؛ و ليس الخوف من أعين الناس و تجنب ألسنتهم .

الصدق كقيمة أساسية  :  بتعليم الطفل أن النجاح الحقيقي يأتي من الجهد، وليس من الطرق المختصرة.

النقاش والقدوة  : بالحديث مع الأبناء عن قصص فيها أمانة ومثابرة، والابتعاد 

عن الكذب في حياتنا اليومية.

 تقدير المحاولة بدل النتيجة  :  كافئ الطفل على المحاولة والعمل،

 وليس فقط على النجاح النهائي. 

        2 ــ إصلاح المنظومة التعليمية  :

تغيير نظام التقييم : الابتعاد عن الاعتماد الكامل على الامتحان الكتابي الوحيد، واعتماد مشاريع، عروض، تقييم مستمر.

 تكوين المدرسين : تدريب المعلمين على ترسيخ القيم الأخلاقية ورفض ثقافة " المهم هو النقطة".

تشجيع التفكير النقدي : إعطاء التلاميذ أدوات للبحث والتفكير، بدل الحفظ فقط.

الاهتمام بالجانب التطبيقي أكثر من الجوانب النظرية و الصورية .

الاهتمام بالذكاءات المتعددة اللغوية و الحركية و الاجتماعية و التواصلية ...

    3 ــ إبراز القدوة والنماذج المشرفة  :

 الإستلهام من العلماء و الصحابة و السلف و الأجداد للتشرب من عيون الشرف و الأنفة

و تقدير العمل و الاجتهاد مهما كانت النتائج .

عرض قصص لأشخاص نجحوا بجهدهم، وليس بالغش أو الاحتيال.

الاستعانة بشخصيات عامة، فنانين أو رياضيين أو مفكرين يحكون كيف تعبوا ليصلوا. 

  4       ــ محاربة الخوف من الفشل  :

 تغيير نظرة المجتمع للفشل : الفشل ليس عارا بل درسا.

دعم التلميذ نفسيا :  بعض الغشاشين يلجؤون إليه لأنهم يخافون الإهانة أو العقاب.

فتح المجال لإبداع المتعلمين لمعرفة ميولاتهم و تفجير مواهبهم و عدم حصر 

التفوق في الذكاء الكمي فقط و الرياضيات ؛

    5  ــ دور الإعلام والمدرسة في التوعية  :

  بإنتاج مقاطع فيديو، مسرحيات مدرسية، أو حملات تحسيسية ضد الغش.

و إشراك التلاميذ أنفسهم في إعداد حملات ضد الغش، مما يعزز وعيهم.

و التركيز على أضرار الغش و نتائجه المستقبلية الهدامة للحضارات .

      6عقوبات عادلة وتربوية  :

    نعم ؛ العقوبات ضرورية، ولكن يجب أن تكون عادلة وواضحة وموجهة للتقويم 

وليس للانتقام .في حال الغش، يمكن أن يطلب من التلميذ كتابة مقال

 عن " أضرار الغش"، أو إعادة الاختبار بدل الطرد فقط .

       نحارب الغش ليس فقط بالعقوبات، بل بزرع قيم الصدق والمسؤولية، 

وبناء نظام يكافئ المجهود لا التحايل؛ و عدم تهميش الفاشلين دراسيا ؛

 بإعادة توجيههم و تغيير مساراتهم حتى الوصول بهم لبر الأمان 

و اكتشاف ذواتهم الحقيقية !!

و أغلب المتفوقين انطلقوا من الفشل حتى حققوا النجاح  ؟؟

و أغلب المخترعين البارزين و العلماء بنوا إنجازاتهم على أنقاض الفشل و الخطأ ؟؟